الرِّوايَة السّيَرذاتِيَة: بين الخَيال و الاحْتِيال-فؤاد اليزيد السني (بروكسيل-بلجيكا)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
أصوات بلى حدود

الرِّوايَة السّيَرذاتِيَة: بين الخَيال و الاحْتِيال

  فؤاد اليزيد السني    

 


 


 



Mischa Defonseca
Monique Dewal


السّيرَة الذّاتِيَة ل (ميشا ديفونسيكا ) نَموذَجًا   
       
صورة لغلاف الرواية وبضعة لقطات من الشريط السينمائي.

-1-   بين السّيرَة الذّاتِيَة والرِّوايَة السّيرَذاتِيَة.   
لقد سبق لنا، في دراستنا السابقة عن الرواية التاريخية، أن بينّا تلك الحدود الواهية، التي تفصل بين الحدث التاريخي الواقعي، والحدث السردي المتوهم، الذي يُبْني عليه. وفي هذا الإطار الروائي التاريخي، نعرض لجنس آخر من الأجناس الأدبية، ونعني به (السّيرة الذّاتية). فالسّيرة الذاتية كجنس، أدبي تدخل هي الأخرى، في الإطار السردي التاريخي، لأنها تعتمد على الحدث الماضي كمرجع أساسي، لأفقها الروائي. و دعنا نقدم لكم مبدئيا، تعريفا مبسطا لهذا النوع من الأجناس الأدبية، كيما تتضح لنا الرؤية المنهجية التي ننوي اتباعها، في هذه الدراسة. فالمختصون بهذا الجنس من الأدبيات، يكادون يجمعون على أنها، أي السّيرة الذاتية، هي السرد الذي يسوقه شخص واقعي عن حياته. والسّيرة الذّاتية، من هذه الناحية، تختلف عن الرواية الخيالية، من حيث أنها تعتمد على سرد حقيقة، مطابقة للذي تسوقه عنها. والمؤلف في هذه الأثناء، حين يتوجه إلى الجمهور بسيرته الذاتية، طالبا منه، أن يصدق حقيقة الأحداث الواقعية التي يدعوه إلى الاستماع إليها، فهو يعقد بذاك مع جمهوره عقدا، نسميه في هذا الجنس الأدبي ب(البيعة السّيرَذاتِيَة). ومن هنا تتضح لنا من جديد، تلك الحدود الواهية، والتي تفصل هذه المرة ما بين السيرة الذاتية، من حيث أنها حقيقة تعتمد على حقيقة تاريخية لا شك فيها, و(الرواية السيرَذاتِيّة)، التي يعتمد مؤلفها، على الذهاب و الإياب، بين الحقيقة والخيال. وبإمكاننا أن نميز داخل هذا الجنس السّيرَذاتي، عدة أنواع من السِّيَر الذاتية الشخصية، نلخصها في هذه الأشكال التالية: الكتابة عن النفس، المُذَكِّرة الخاصة، المذكِّرات، والرسم الذاتي. و لا يهمنا من كل هذه المقدمة التعريفية، سوى النوع الأول الذي أشرنا إليه (بالكتابة عن النفس). ونضعها بالمناسبة، في السياق التاريخي، فتصبح النتيجة إذن، السيرة الذاتية التاريخية. وحتى تصبح دراستنا ذات معنى، سنتخذ رواية الكاتبة (ميشا ديفوسْتيكا) التي صدرت بالإنجليزية، في الولايات المتحدة أولا سنة 1985، تحت عنوان (مذكرات سنوات المذبحة الجماعية). ثم ترجمت إلى ثمانية عشر لغة، بما فيها الفرنسية التي تبنت فيها الكاتبة عنوانا جديدا (النجاة مع الذئاب). ويقصد العنوان ضمنا، البقاء على قيد الحياة مع الذئاب. و أخرجت الرواية  حيث نالت نجاحا، ورواجا، وإقبالا  كبيرا، من طرف جمهور عدّ بعشرات من الملايين.

-2- الرواية السيرذاتية (مذكرات سنوات المذبحة الجماعية).
نتخذ من هذا العنوان مدخلا، لعرض ملخص بسيط، لمضمون هذه السيرة الذاتية التاريخية. ذاتية، من حيث أن المؤلفة، تروي فيها عن نفسها، وتاريخية، من حيث أنها تسوقها، في ظرف تاريخي، تؤرخ له بالحرب العالمية الثانية.بالفعل تُسْتَهَلّ الرواية، بالشابة اليهودية (ميشكا) التي تعود إلى بروكسيل، بحثا عن آثار طفولتها. وهكذا، تعود بذاكرتها، إلى صورتها، يوم كانت تعيش محبوسة، في إحدى الشقق. وتذكرت يوم انتظرت أباها، على بوابة المدرسة، لكنه لم يأت. وتذكرت أيضا، عطف وحنان جدها (إرنست)، الذي بفضله اضطلعت على حقيقة توقيف،  وترحيل أبويها، من قبل (الغستابو = البوليس السرّي النازي) شرقا. وحين علمت ذات يوم بأن زيارة جدها في مزرعته، قد أصبح شيئا مستحيلا، شرقت باحثة عن أبويها. وهكذا خرجت (ميشك) الطفلة اليهودية، التي لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات، بحثا عن أبويها وهي لا تمتلك من متاع، سوى بُصْلَة، كان قد أهداها لها جدها (إرنست). وهي في انسياحها هذا، كانت تأكل الدود والأعشاب، وفضلات الماشية. وكانت بين الفينة والأخرى، تلجأ إلى السرقة، لسد حاجياتها المعاشية. وحصل ذات يوم، أن فاجأها مزارع بضربة جارحة وهي تسرق، ففرت لاجئة إلى غابة مجاورة. وحين استفاقت من غيبوبتها، وجدت نفسها، وجها لوجه مع ذئبة. وعاشت مع الذئبة ورفيقها، من بعدما أن كيفت سلوكها حسب طبيعة الذئاب. و عاشت فعلا معهم بسلام، لغاية مرور صياد ذات يوم من هناك فقتل الذئبة ورفيقها. و انطلقت الطفلة من جديد عابرة الحدود، مروعة مما ترى من دمار حولها، لغاية ما التجأت إلى (غيطو = مَجْبَر سكني لليهود بفارسوفيا). و متذمرة من هول ما شاهدت في هذا الغيطو، من أنواع التعذيب وفنونه فرت هاربة. ومن جديد، وجدت نفسها على ظهر سفينة أقلتها إلى إيطاليا، ومنها إلى بلجيكا حيث تعرف عليها جدها باسمها(مونيك فاليه). وخص الفصل الأخير، لمسألة زواج داخل أسر يهودية مقيمة بأمريكا.
أما الرواية نفسها، التي نقلت إلى الشاشة السينمائية، فإنها جاءت بتعديلات لا يستهان بها، منها مثلا، أنه كانت ثمة عائلة، تبنت الطفلة بعد ترحيل أبويها. وأن هذه العائلة، كانت تزعم على تسليم الطفلة للغستابو، لولا تفطن هذه الأخيرة بالمؤامرة، والفرار في الوقت المناسب. وثمة تعديلات أخرى لم نر من داع لذكرها، والإسهاب فيها. وملخص الرواية السينمائية، هو عرض مقابلة، ما بين عالم الإنسان المتوحش، وعالم الحيوان المؤنس. ونستنتج من كل هذا، وخصوصا من الخطاب الذي سعت المؤلفة إيصاله لنا، عبر سيرتها الذاتية، هو مذبحة اليهود وإيذاقهم، كل ألوان العذاب. والكاتبة هنا، تتقمص دور اليهودية الهولندية (آن فرانك)، التي كان حظها، بخلاف الروائية، هو الترحيل فالقتل. وأسلوب السرد الروائي، لدى الكاتبة، هو في الحقيقة في غاية الإحكام من كل أوجه بلاغته. بحيث أن القارئ يشعر بصدمة، أمام ما تكبدته هذه الطفلة البريئة. ويزداد تصديقا، لما كان يكذبه ربما، في مطلع الرواية. وكانت مناسبة للمخرجة(فيرا بلمونت)، أن تدرج الرواية في المقررات المدرسية، كشاهد تاريخي حي، على الكارثة اليهودية.

-3- السيرة الذاتية (أم الخيانة الذاتية؟).        
لقد عرضنا للسيرة من جانبها الروائي. ولنتناولها من جديد تحت عقد (شروط البيعة بين الكاتبة وجمهورها). وهمنا أن نرى، فيما إذا كانت الصورة السردية التي نقلتها لنا الكاتبة بوفاء، هل جاءت فعلا، مطابقة للحقيقة أم لا. وفيما إذا كانت الأحداث، قد حصلت فعلا، أم متوهمة. و دعنا نفكك من جديد هذا السرد السِّيرَذاتي، واضعين إياه هذه المرة، في مقابل الحقائق التاريخية.
إن الكاتبة اليهودية الأصل، (ميشا ديفونسيكا)، التي نشرت سيرتها الذاتية تحت عنوان (مذكرات سنوات المذبحة الجماعية)، لا تُدْعى كذلك، وإنما اسمها الحقيقي هو (مونيك دُوَال)، وليست من أصل يهودي مثلما تزعم، وإنما من أصل عائلة بلجيكية، مسيحية. ولم تكتب روايتها لوحدها، وإنما بمشاركة صديقتها الأمريكية (فيرا لي). بل هذه الأخيرة، هي التي أخرجت النص فعلا، في حلته الكتابية الكاملة. وهي لم تفقد أبويها، بل فقدت أبوها المقاوم، الذي كانت أوقفته الغستابو، ورحلته إلى مخيمات الأعمال الشاقة، والتصفية الجسدية. والقصة التي روت سيرتها الذاتية فيها، هي الأخرى من صنع خيالها، فلم يبق لما من هذا الإبداع السِّيرَذاتي الكبير، سوى رزمة كبيرة من الأكاذيب الأدبية. و المسألة لا تتوقف عند هذا الحد، بكل هذه السهولة، و إنما تخلق صورة لأحداث تاريخية لا أساس ولا صحة لها. وهنا نتساءل اليوم عن صفة هذا الانتحال، الذي أصبح يخوض ويتسلل لاعبا، بكل الميادين التاريخية، والاجتماعية، والسياسية. فحين تتحول شهادة سيرَذاتِيَة، إلى شهادة زور، وشهادة كذب، على الملايين من القراء، وجماهير المتفرجين على الشريط السينمائي, فإنها لا تعمل، سوى على تحطيم مصداقية الأمانة الأدبية، و حقيقة الوثيقة التاريخية.
وكاد هذا الانتحال، وهذا الاحتيال، وهذه السرقة الأدبية، أن تدخل إلى آفاق شهرتها وتمكث كذلك. إلا أنه ثمة دائما، من ظروف و أشخاص، يجرون عكس التيار، بما لا تشتهيه سفن قراصنة الأدب المنحول، لأهداف تجارية. بل حتى لأهداف سياسية، لخدمة مصالح جهة ما، أو فئة معية، لها كل المصالح، في تزوير الحقائق التاريخية، من أجل حقائق مغشوشة، تخدم قضاياها و نواياها الخفية. وباصطلاح فرنسي نقول:" يجب أن نرى، على من تعود هذه الجريمة، بالفضل ! ).
وبخصوص كاتبتنا (مونيك دوال) فإن أول من جرها إلى الفضيحة، هي شريكتها في الكتاب والإخراج السينيمائي (فيرا لي)، التي لخلافات مالية وقانونية بينما، راحت تنشر عنها عبر (الانترنيت)، بعض التساؤلات حول شخصيتها الحقيقية. ومع ذلك ظلت الكاتبة مصرة على هويتها اليهودية، وصحة قصتها. ومن جديد دخلت الصحافة البلجيكية، في لعبة البحث عن الحقيقة، ودخل معها بعض الأشخاص المهتمين بالموضوع. ونذكر بهذا الخصوص، شخصا واحدا له شخصيته، وله اسمه، وله اختصاصه، الذي داست الروائية على ميدانه بطريقة غير مباشرة. وهذا الشخص هو (سيرج آرول)، طبيب جراح، ولكن في الوقت نفسه،باحث مختص في ميدان الأطفال الذين ينشئون متوحشين، في بيئات تختلف، عن الظروف الطبيعية للتربية. وهم، من يدعوهم ب(الأطفال-الذئاب). وكتابه الذي يجمع أبحاثه، حول هذه الظاهرة الشاذة، قد صدر في 8 يناير 2008. وما يهمنا من هذا الباحث، وهو أنه اطلع على الرواية، لعله يجد فيها شيئا جديدا، عن مجتمع الذئاب، الذي يحتل المرتبة الأولى من اهتماماته. خصوصا، وأن الرواية تدور أحداثها، عن طفلة تعيش بشكل متوحش في وسط سرب من الذئاب. ويا ما كانت مفاجأته، بل دهشته كبيرة، حين اكتشف بأن الوسط الذئبي الذي تصفه الكاتبة، لا يتطابق بالمرة، مع الحقيقة التي هو بصدد دراستها، منذ عدة أعوام. فكتب معلقا ومتسائلا، عن مدى صحة هذه القصة الغريبة. وتبعه شخص آخر وهو (ماكسيم ستاينبرغ) المختص بتاريخ الترحيل المتعلق ببلجيكا، مشيرا إلى أن عملية الترحيل هذه، قد ابتدأت في أواخر سنة 1942م وليس في 1941م كما تزعم الكاتبة. و لحق به أشخاص آخرون، قد تعرفوا على الكاتبة البلجيكية وعرضوا صورها المدرسية، بل كل المعلومات الإضافية عن تاريخ مولدها، و بأي حي، وفي أي سنة، الخ... كل هذا، والكاتبة المعنية تتهرب من الحقيقة، لغاية ما انهارت أعصابها، من شدة الضغط الصحفي المطوق حولها، فعبرت إلى غرفة محكمة الاعتراف، معترفة بعدم صحة سيرتها الذاتية، التي هي إنشاء تام، من خالص وحي خيالها، ولا ذرة لأية حقيقة تاريخية فيها. وسعت بعد كل هذا، إلى كل وساءل الاعتذار، والتبريرات اللاّمجدية، لهذه السرقة الأدبية. وتبعها عدد كبير من الساقطين في شباك المؤامرة، نذكر منهم على سبيل المثال،(برنارد ميكسو) رئيس دار النشر الشهيرة (روبير لافون)، الذي قدم اعتذاره قائلا، بأنه كان ضحية لهذه الأخدوعة، لأنه من جهته، كان قد استوثق، من الناشرة الأمريكية (جان دانييل) صحة النص قبل نشره. ونضيف مثالا آخرا، لكتاب مشابه أحدث ضجة، هو الآخر، في السنوات الأخيرة. والكاتب هو (بنيامين ويلكوميسكي)، والرواية السّيرَذاتِيَة،اسمها (الكارثة). وهي تروي عن تلك المذابح الرهيبة، التي تعرض لها اليهود إبان الحرب العالمية الثانية. والحقيقة من كل هذا، أن النص الروائي، تزوير وكذب وتلفيق. لأن الحقيقة التي اكتشفها الجمهور فيما بعد، وهي أن الكاتب،هو موسيقار وصانع لأدوات العزف، من أصل سويسري، واسمه الحقيقي( برينو غروجون). والحوادث التي رواها، هي من خالص توهماته، وانسياح خياله، و باختصار، كذبة سيرَذاتية تاريخية.
وختاما نكتفي بهذا القدر، من التحليل والتعليق. نكتفي لأن المكتبات، حافلة بهذا النوع من الإجرام، في حق النزاهة الأدبية. ونحن إذ سقنا لكم، هذه الأمثلة التي جعلناها قاعدة لدراستنا، لم يخطر ببالنا، أن نكذب أية حقيقة إجرامية، تلك التي ذهب ضحيتها العشرات من الملايين من الأعراق البشرية، رجالا، ونساءا، وشيوخا، وأطفالا من مختلف الديانات، والطبقات الاجتماعية، والجنسيات، إبان الحرب العالمية الثانية. نقول ختاما، بأننا سقنا هذا النموذج من الدراسة، كيما ننبه إلى ضرورة التَّبَيُّن من حقيقة ما نقرأ، إذا نحن شئنا أن نبني أدبياتنا الإنسانية، على أسس سليمة من العاهات والأذى، وشريفة في عرضها، بل ونزيهة في شهادتها التاريخية. لأن أدبيات مزورة مثل هذه، قد تضر أكثر مما تنفع، للمصلحة التي تسعى تلك الجهة، المعنية بها نفسها، إلى اختراعها.



  المصادر و المراجع:
L’écrivain belge Misha Defonseca a avoué que son best-seller “Survivre avec les loups”, présenté comme un récit autobiographique et porté à l’écran par Véra Belmont, est une supercherie et qu’elle a inventé son histoire.
La supercherie a été révélée par une enquête du quotidien bruxellois “Le Soir. Misha n’a jamais été une petite fille juive de huit ans, partie à pied à travers une Europe en guerre pour retrouver ses parents aux mains de la Gestapo et qui a réussi à survivre grâce à une meute de loups
par Serge Aroles ⋅ jeudi 28 février 2008 ⋅ Répondre à cet article
Misha Defonseca, l’auteure contestée du livre « Survivre avec les loups », admet, dans une communication au « Soir » que l’histoire de son épopée à travers les forêts d’Europe qu’elle aurait parcourues en 1941 avec une meute de loups n’est qu’une œuvre de fiction, pas un récit autobiographique comme elle le prétendait depuis dix ans.
"Survivre avec les loups": Misha Defonseca avoue la supercherie ...
29 fév 2008 ... Misha Defonseca, l'auteure contestée du livre "Survivre avec les loups", a avoué jeudi que l'histoire de son épopée à travers les forêts
Survivre avec les loups (titre original : Misha: A Mémoire of the Holocaust Years) est un récit de Misha Defonseca, écrit en collaboration avec Vera Lee1, qui a mis en forme et rédigé le livre. Il est paru en France en 1997 aux Éditions Robert Laffont, après avoir été publié aux États-Unis, à Boston, par les éditions Mt. Ivy Press. Il raconte l’histoire d’une petite fille pendant la Seconde Guerre mondiale. Il a été traduit en 18 langues et adapté au cinéma en 2007 par Véra Belmont, dans un film également intitulé Survivre avec les loups. Il a été vendu à plus de 200 000 exemplaires dans sa version française2,3. En février 2008, à la suite d’une polémique relayée par Internet et la presse belge, l’auteure a été obligée de reconnaître que son récit n’était pas autobiographique comme elle l’avait longtemps prétendu mais était une histoire inventée.
Le Figaro - Culture : «Survivre avec les loups» :une pure invention
Le roman présenté comme autobiographique de Misha Defonseca, ... Sauf que lefilm, Survivre avec les loups, a été médiatisé autour de l'histoire vraie d'une ...
Survivre avec les loups» :
une pure invention
Misha Defonseca finit par avouer que son best-seller autobiographique, «Survivre avec les loups», porté à l'écran par Véra Belmont, repose sur un mensonge.
"Survivre avec les loups" : Une escroquerie !!! - loup.org
je trouve particulièrement stupide d'aller reprocher à Serge Aroles une imprécision (qu'il reconnait je pense) concernant la déportation. Oui il a eu tort,
La véracité des cas d'enfant sauvage est à réévaluer en fonction des recherches dans les archives menées par Serge Aroles, l'un des premiers à avoir dénoncé l'escroquerie de Survivre avec les loups. En effet, contrairement à d'autres auteurs (Malson, Zingg, etc.), Serge Aroles fit ce qu'ils n'ont point fait : enquêter sur le terrain, retrouver les archives, analyser les symptômes médicaux de ces « enfants sauvages », leurs cicatrices, etc. Diagnostics médicaux et archives à l'appui, le verdict de Serge Aroles (sur Amala et Kamala, sur l'enfant-mouton d'Irlande, les enfants-ours de Pologne, etc.) est accablant, y compris même pour le célèbre Victor de l'Aveyron, dont les cicatrices sur le corps ne sont pas celles d'une vie dans les bois, mais celles d'une maltraitance humaine (Serge Aroles est chirurgien).
• Lucien Malson, Les Enfants sauvages : mythe et réalité, suivi de Jean Itard, Mémoire et rapport sur Victor de l'Aveyron, Paris : 10/18, 2003, 246 p. (10-18. Bibliothèques 10-18, n° 157). (ISBN 2-264-03672-9)
• Lucienne Strivay, Enfants sauvages : approches anthropologiques, Paris : Gallimard, 2006, 445 p. (Bibliothèque des sciences humaines). (ISBN 2-07-076762-0)
• Serge Aroles, L'Énigme des enfants-loups : une certitude biologique mais un déni des archives (1304-1954), Paris : Publibook, 2007, 303 p. (Sciences humaines). (ISBN 978-2-7483-3909-3)
• Louis-François Raban, La Jeune Fille qui mangeait de l'herbe, ill. Charlotte Des Ligneris, Paris : Mouck, 2009, 44 p. (Mouckins). (ISBN 978-2-917442-09-8)
• Wilkomirski Binjamin : Fragments (Une Enfance 1939-1948) - Livre ...
"Benjamin Wilkomirski ne connaît pas sa date de naissance, ignore ses origines précises et n'a plus aucun parent. Son père est assassiné sous ses yeux ...
Mensonges ?
Cette perspective est illustrée à l'aide des mémoires frauduleuses sur l'holocauste de Benjamin Wilkomirski, et par l'analyse des réponses qui ont
Survivre avec les loups - film de Véra Belmont - Cinéma - EVENE
Le film 'Survivre avec les loups' est l'adaptation du livre.
Survivre avec les loups, Misha Defonseca tous les livres à la Fnac
Survivre avec les loups Misha Defonseca. Essai (poche). Paru en 01/2008 ... Un film bouleversant, qui rend hommage à l'extraordinaire odyssée de Misha
Les supercheries littéraires dévoilées.
Les supercheries littéraires dévoilées. Galerie des écrivains français de toute l'Europe qui se sont déguisés sous des anagrammes, des astéronymes, des cryptonymes, des initialismes, des noms littéraires, des pseudonymes facétieux
Supercheries littéraires, Jean-François Jeandillou tous les livres ...
Tout savoir sur Supercheries littéraires, Jean-François Jeandillou et les autres nouveautés. Livraison gratuite sur tous les livres en allant sur Fnac.com
  فؤاد اليزيد السني (بروكسيل-بلجيكا) (2009-11-11)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الرِّوايَة السّيَرذاتِيَة: بين الخَيال و الاحْتِيال-فؤاد اليزيد السني (بروكسيل-بلجيكا)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia